الاستيراد من الصين مشروع رابح واعد، فالبضاعة رخيصة متنوعة والموردون كثر وبإمكانك أن تعيد بيع بضاعتك بأضعاف ثمنها. لكن ليست هذه الصورة الكاملة فقد تواجه عوائق وتحديات تجعل الاستيراد من الصين مشروعًا غير مجدٍ أو تقلل من الربح المتوقع أو تجعل وصول الشحنة يستغرق وقتًا أطول مما هو مخطط له.
إلا أنّه يمكنك تجاوز هذه التحديات وتخطيها ببساطة إذا كنت على استعداد تام قبل الاستيراد، ولهذا الهدف لخصنا لك في الأسطر التالية مجموعة من الخطوات التي عليك القيام بها قبل الاستيراد من الصين لتضمن استيرادًا آمنًا رابحًا.
الاستيراد من الصين … 5 خطوات تسبق الاستيراد لتحقيق النجاح
قبل حسم أمرك واتخاذ قرار الشراء واستيراد شحنتك الأولى من الصين هناك مجموعة من الخطوات التي عليك القيام بها وهي خمس خطوات:
1. اختيار السوق المستهدفة
حدد السوق المستهدف، ومعنى هذا أن تسأل من هم الزبائن الذين تطمح أن تبيعهم منتجك، ويعرف أيضًا باسم “الجمهور المستهدف”، عليك البحث في الإحصائيات ومؤشرات السوق لفهم بيئة المبيعات المحلية والتأكد من أنه يمكنك تقديم منتج يريده المستهلك وسيعيد شراؤه مرة بعد مرة.
وهناك مجموعة من الخصائص التي تميز سوق مستهدف عن آخر وهي كالآتي:
- القوة الشرائية للمستهلك، أي يقسم السوق حسب مستوى الدخل الذي يحدد قدرة الزبون على الشراء وتفضيلاته.
- الموقع الجغرافي للسوق، أي مكان وجود الزبائن.
- عناصر ديموغرافية مثل: الجنس، والفئة العمرية، والمستوى التعليمي.
كيف تختار السوق المستهدف؟
هناك مجموعة من المعايير التي يمكن أن تساعدك في تحديد السوق المستهدف وهي:
1.حجم السوق المستهدف: ما هي الحصة التي تريدها من السوق، أي ما هي كمية المبيعات التي تريد تلبيتها من حاجة السوق.
2. معدل النمو: هل من المتوقع أن يزيد الطلب في السوق على المنتج أو تستطيع بيعه منتجات أخرى؟
3. إمكانية الوصول: فلو كنت تريد استهداف المتقدمين في العمر الذين قلّما يزورون الأسواق أو يستخدمون المتاجر الإلكترونية، فعليك دراسة إمكانية التوصيل المنزلي.
4. قابلية القياس: هل يمكن الحصول على معلومات عن السوق المستهدف لمعرفة تفضيلاتهم وسلوكهم؟
5. الجاذبية: هل يبدو نمو الربحية واعدًا، وحجم السوق، مع منافسة ومخاطر قليلة.
6. المنافسون: عند تقييم سوق جديدة، من المهم أن تعرف من هم منافسوك وكيف يعملون من أجل ضمان قدرة عملك ومنتجك على المنافسة.
لا تهمل صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنافسين، تعليقات المستهلكين وتقييماتهم قد تعطيك صورة حقيقية عما يمكنك توقعه. وما هو مستوى الترويج والخصم المطلوب لتحصل على مبيعات قوية.
2. اختيار منتج مربح
لا بدّ أنك تتساءل كيف يمكن أن تجد المنتجات الرابحة التي سيتهافت على شرائها الزبائن ويشترونها مرة بعد مرة وأين عليك البدء بالبحث ولهذا يمكنك البحث في إحدى الأمور التالية وليس من الضروري أن تجتمع كلها في منتج واحد ولكنّ توافر عدد منها في منتج قد تزيد من جاذبيته وقدرته على تحقيق الربح.
عوامل ربحية المنتج:
- حاجة السوق
الأبحاث السابقة التي نصحناك بالقيام بها لدراسة السوق المستهدفة ستعطيك تصورًا واضحًا عن حاجة السوق إلى المنتج ومقدار رغبة المستهلكين في منتجك والمبلغ الذي يرغبون في دفعه مقابله، والفرق بين معدل الطلب والعرض في السوق حاليًا لتتصور الحصة التي يمكنك الحصول عليها.
يمكنك معرفة حجم الطلب من خلال طرق بسيطة وسهلة التطبيق، مثل استخدام أرقام الإنتاج المحلي والمستورد، لمعرفة ما إذا كان هناك طلب على المنتج، أو أن هناك نقص ومطلوب زيادة انتاجه، بالإضافة إلى دراسة في كمية المنتجات المستوردة وتحديد متوسط أسعار السوق، ومتوسط معدل دوران البضائع، ومعدل العائد التقريبي.
أما كمية العرض تقدير حجم العرض فهو الكمية المتوفرة في السوق بواسطة منافسين آخرين بإنتاجها أو استيرادها.
زيادة كمية الطلب على كمية العرض هي الفجوة التي يمكنك سدها.
- الرغبة
قبل أن تقوم بالاستيراد، تأكّد أن الزبائن المستهدفة ترغب بشراء ما ستبيعه، ولمعرفة هذا أول مكان عليك البحث فيه عن المنتجات الرابحة هو قوائم أفضل المبيعات، والمنتجات الأكثر رواجاً. يمكنك القيام بذلك عن طريق البحث عما هو موجود في السوق بالفعل أو يمكنك الاستفادة من الأدوات المجانية عبر الإنترنت مثل Google Trends لمعرفة المنتجات التي تلقى إقبالاً.
يشتري الآباء تقريباً أي شيءٍ يعتقدون أنه سيحسّن من حياة أطفالهم. المهووسون بالتقنية مولعون بشراء أحدث الأجهزة والمعدات، ويشتري محبو الكلاب أيّ شيءٍ من أجل كلابهم المدللة. إذا وجدت جمهوراً متعطشاً يُمكنك البيع لهم مراراً وتكراراً.
- العلاقات
من الممكن أن تساعدك العلاقات أيضًا في معرفة المنتج الرابح، فعلى سبيل المثال حتى وإن كنت لا تملك رأس مالٍ كافٍ أو ينقصك خبرة معينة في تحديد المنتجات الرابحة أو لا تستطيع الوصول إلى دراسات السوق، تستطيع تعويض هذا النقص من خلال العلاقات مع أشخاص يمتلكون هذه المقومات أو الخبرات، فينصحونك بمنتج معين عندما تسألهم، أو يعطونك رأيهم في المنتج الذي وقع عليه اهتمامك.
يمكنك توسيع علاقاتك بشكلٍ كبير من خلال المشاركة في الأنشطة التجارية والمعارض.
- استعن بأدوات إيجاد المنتج
كذلك يمكنك الاستعانة بالتكنولوجيا، فقد تساعدك أدوات البحث عن المنتجات الرابحة بتزويدك بالمعلومات الضرورية الدقيقة عن المنتجات الرابحة لتقرر ما إذا كنت ستختارها أم لا.
أهم أربع أدوات لإيجاد المنتجات الرابحة هي: Zik analytics، Powerdrop، JungleScout و TeraPeak.
- ابحث عن منتج يمكنك شحنه بكميات كبيرة
إن لم تجد الميزة في المنتج نفسه، قد تكون الميزة في الكمية التي يمكنك استيرادها، فابحث عن منتجات ليس عليها قوانين تقيد الكميات المسموح لك باستيرادها إلى بلدك، فالكثيرمن المواد الكيميائية علي سبيل المثال تخضع لقيود تحدد الكميات المسموح في استيرادها . قد يساعدك استيراد كميات كبيرة لتوفر التكاليف التي تتحملها الوحدة الواحدة منه ما يزيد ربحها ويسمح لك بخفض سعر بيعه ويمنحك ميزة تنافسية.
- ابحث عن منتج يمكنك بيعه بسعر مرتفع
كذلك من الصفات التي قد تجعل المنتج رابحًا هي ارتفاع هامش الربح، فانخفاض سعر شراء مستهلك ما في الصين، قد يمكنك من بيعه بأضعاف سعره في البلد المستورد، الأمر يعتمد على مقدار الطلب في البلد المستورد وسعر المنافسين واستعداد المستهلكين لدفع المزيد.
- ابحث عن منتج تعرفه ويعجبك
معرفتك بالمنتج الذي تبيعه وثقتك به ستجعلك أعظم مندوب مبيعات في العالم؛ عندما تكون شغوفًا بشيء ما، فإن شغفك يساعدك على بيعه.
اقرأ أيضًا
كيف تختار منتج مربح؟ طريقتي في اختيار المنتجات الرابحة
استيراد بضائع من الصين بالجملة … 6 خطوات للبدء
3. إعداد دراسة جدوى لمشروع الاستيراد من الصين
على الرغم من أن الصين هي أسهل دولة للاستيراد منها، ويتميز الاستيراد منها بسرعة كبيرة في الشحن والنقل واستكمال الإجراءات، فإن الأمر ليس بهذه البساطة، يتطلب الموضوع تخطيط دقيق يجب عليك القيام به قبل توقيع عقد الاستيراد، وهنا يأتي دور دراسة جدوى الاستيراد من الصين.
قيامك بدراسة جدوى مفصلة، بنفسك أو بالاستعانة بمكاتب مختصة بدراسة الجدوى، ستساعدك في العثور على المشاريع التي لديها فرصة للنجاح في البلد الذي تتواجد فيه، ومعرفة عائد الربح المتوقع، وكل ما يتعلق بالمنتج.
دراسة الجدوى هي تحليل للجوانب الاقتصادية والفنية والقانونية والجدول الزمني لمشروع الاستيراد، للتأكد من أن الشحنة التي تخطط لاستيرادها تستطيع تحقيق إيرادات أو مبيعات كافية لتغطية المصاريف والتكاليف وتحقيق هامش ربح منطقي.
وهي تجيب على الأسئلة التالية:كم سيكلفني أن أستورد هذه البضاعة؟ كيف سأستورد البضاعة؟ هل يحق لي أن أستورد هذه البضاعة من البلد الفلاني؟ ما الزمن اللازم لاستيرادي للبضاعة؟ كم سأربح من هذا الاستيراد؟ ما هي المخاطر والصعوبات التي قد تواجهني أثناء هذا الاستيراد؟ هل تستحق هذه التجارة كل هذا العناء؟
لذا فهي تنقسم إلى 5 أنواع:
- دراسة الجدوى الاقتصادية ببساطة هي مقارنة بين التكلفة والعوائد المتوقعة، وهذا التحليل والمقارنة بينهما تدعى بالجدوى الاقتصادية، لتحسب الربح أو الخسارة المتوقعين.
- دراسة الجدوى الفنية للاستيراد من أهم أركان دراسات الجدوى، فهي تحدد الصفات الأمثل لهذه التجارة، مثل حجم الشحنة الأنسب للاستيراد فتجيبك على أسئلة مثل “كم أستورد؟”، “ماذا أستورد؟ وكيف أستورد؟
- دراسة الجدوى التشغيلية هي التي تهتم بجميع ما يضمن نجاح عملية الاستيراد، أي بكل الوسائل والتقنيات والمرافق والأدوات اللازمة لوصول الشحنة المستوردة لك بسلامة ونجاح.
- دراسة الجدوى القانونية تحدد جميع المتطلبات القانونية مثل قوانين الاستيراد في البلد المستورد أو الاتفاقيات التجارية بين البلدين.
- دراسة الجدول الزمني اللازم لوصول الشحنة، ما الوقت الفاصل بين استيراد الشحنة ووصولها، وما هي الفترات التي تفصل بين الشحنة والتي تليها.
أخيرًا، تأكد من أن التسويق الجيد للمنتج الذي ستقوم باستيراده مسبقًا عامل مهم لنجاح مشروعك.لذا من المهم أن تعد خطة تسويقية مبنية على استراتيجية مفصلة لتسهيل عملية الترويج لبضاعتك.
4. دراسة شروط ومتطلبات الاستيراد فى بلدك
تحقق من القوانين واللوائح الجمركية في بلك قبل أن تقوم بالاستيراد، آخر ما تريده أن تستثمر مالك ووقتك وجهدك في شحنة تستغرق بين الأسبوعين حتى الشهر، لتصل إلى موانئ بلدك فتحجز في الجمارك أو تفرض عليها غرامة قد تصل إلى أضعاف ثمنها أو تتلف بالكامل.
لذا من الضروري أن تتأكد ألا مانع في القوانين من استيراد بضاعتك وأنها تتطابق متطلبات الاستيراد فيها مثل معايير الجودة ومتطلبات الشهادات الدولية للاستيراد من الصين، ابتداءً من طبيعة المنتج ومواصفاته حتى قوانين وشروط التغليف والتعبئة مرورًا بمكوناته والكمية المسموح باستيرادها.
بعد أن تتأكد ألا مانع من استيراد البضاعة تحقق من التعريفة الجمركية للمنتج واحسبها، قد تزيد التعريفة الجمركية المفروضة على نوع بضاعتك من تكلفتها إلى الحد الذي يجعل استيرادها غير مربحٍ ولا جدوى منه. لا تترك الأمر للصدفة تأكد واحسب كل شيءٍ مسبقًا.
5. تحديد طريقة الاستيراد التي تناسبك (دون سفر – بالسفر إلى الصين)
السفر إلى الصين:
أن تستورد من الصين بالسفر إليها يعني الكثير من الترتيب والتخطيط والمال، في بداية استيرادك من الصين، قد تحتاج أن تسافر أكثر من مرة إلى الصين. المرة الأولى بهدف جمع كل المعلومات عن المنتج الذي تريد استيراده والمصانع ذات السمعة الطيبة المناسبة لتستورد منها والمرة التالية لعقد الصفقة.
من أهم الوسائل التي يمكنك من خلالها التعرف على البضاعة المتاحة في الصين هي زيارة المعارض التي تقام في الصين للمنتج الذي تريد استيراده.
هناك نوعان من المعارض:
- الأول هو المعارض العامة التي تعرض الكثير من المنتجات دون التخصص في منتج معين.
- الثاني هو المعارض المتخصصة التي تعرض منتجات معينة وأشهرها المعارض المتخصصة في الإلكترونيات.
في حال تخطيت مرحلة البحث وتأكدت من المنتج الذي ترغب في شرائه وعملت دراسة جدوى وكل ما هو مطلوب للتخطيط عملية الاستيراد. عليك أن تلتزم بجميع قوانين الصين هناك، فهم شعب حازم للغاية ولا يقبلون التنازل عن أي قانون أو بند تم وضعه.
الاستيراد من الصين بدون السفر إليها
في حال وجدت في الاستيراد من الصين دون السفر إليها خيارًا أنسب، فيمكنك عن طرق الإنترنت، ومن أهم المواقع التي لا بدّ أنك تعرفها، موقعا علي بابا وعلي إكسبريس.
تعرف أيضًا على كيفية الاستيراد من موقع علي بابا بدون السفر.
من المميز في موقع علي بابا هو إمكاني شرائك أي كمية بسعر الجملة، وتستطيع البحث شراء كرتونة من منتج واحد عن طريق المورد بسعر الجملة , و تستطيع العمل مع المصانع أو الشركات أو المحلات، و الفائدة الحقيقية لـ Alibaba هي القدرة على العمل مباشرة مع الشركات المصنعة. هذا ويمكنك الحصول على خصومات كبيرة الحجم وإنشاء منتجاتك الخاصة من البداية باستخدام التصميمات الخاصة بك .
يمكن للاستيراد من الصين أن يكون صفقة العمر ويكتب لك النجاح في عالم الأعمال، أو حتى في إنشاء إمبراطورية استيراد، لكنّ الأمر يحتاج منك الصبر ودراسة كل خطوة تقوم بها ليكون هذا الاستيراد آمنًا وناجحًا، في مقالنا اليوم حددنا لك أهم الخطوات والنصائح التي عليك الالتزام بها لتختار وتحدد ملامح صفقة رابحة عند الاستيراد من الصين، خطوتك التالية ستكون في معرفة متطلبات وشروط الاستيراد من الصين التي تستطيع الاطّلاع عليها، يمكنك أيضًا التعرف على أخبار الصين أولا بأول عبر موقعنا.