تخفيض التكاليف عند الاستيراد أمر محوري لنجاح تجارتك، والشحن هو أحد الأمور التي يمكنك التأثير في تكلفتها، ابتداءً من طريقة الشحن وحتى اختيار الميناء. فكلما كان اختيارك للموانئ المعتمدة في العملية الاستيرادية أكثر دقة، كنت قادراً على التحكم بتفاصيل هذه العملية من ناحية التكلفة والوقت والسرعة في وصول البضائع والإجراءات الجمركية.
وبالطبع كأي قرار ترغب في اتخاذه، هناك عوامل محددة عليك اتباعها عند تحديد ميناء بلد الوجهة أو المنشأ، وهذا ما نتناوله في السطور التالية…
أولاً: موقع الميناء
يعتمد المستوردون والموردون عادة عند اختيار ميناء المنشأ والوجهة على أقرب الموانئ، والتي غالباً ما تكون منخفضة التكلفة نظراً لقرب المسافة وبالتالي انخفاض تكلفة النقل.
ولكن في بعض الأوقات قد تضطر إلى الاعتماد على ميناء بعيد لكنه أقل ازدحاماً حتى ولو كان أثر تكلفة، بحيث يمكنه استلام بضائعك وإرسالها بشكل مباشر، وخاصة في حال البضائع الثمينة، أو المستعجلة كالبضائع الموسمية مثلاً.
وفي كلا الحالتين، تأكد عند اختيار ميناء المنشأ أو الوجهة أن يحوي على مستودعات ومخازن، وخدمات لنقل حمولتك في أسرع وقت.
تعرف أيضًا على أهم الموانئ الصينية وأهم الموانئ السعودية.
ثانياً: توفر التجهيزات والبنية التحتية
تؤثر البنية التحتية للميناء على سرعة استلام وتسليم البضائع الخاصة بك، مثلاً، قد تسمح الممرات المائية وأعماق المياه الكبيرة في الميناء بمرور السفن الكبيرة، واستيعاب عدد أكبر من السفن أيضاً.
ابحث عن الموانئ التي تسعى إلى الاستثمار الدائم في بنيتها التحتية، كتلك التي تمتلك خططاً واضحة لتقليل الازدحام الأرضي، وتوسيع سعة الميناء.
وتحتاج الموانئ حالياً إلى التوسع في البنية التحتية والتحديث بشكل مستمر، وتنفيذ عمليات إنشائية لتعميق وتوسيع مياه الموانئ، وذلك نظراً لزيادة حجم السفن وتطور التجارة عبر البحر، والتي لم تعد البنية التحتية للكثير من الموانئ قادرة على استيعابها.
ثالثاً: توفر وسائل لنقل البضائع
غالباً ما تكون الموانئ القريبة والكبيرة أكثر ازدحاماً من غيرها، ما يعني ازدحاماً أكبر على وسائل النقل وسائقي الشاحنات، خاصة في حال قلة عدد هذه الوسائل.
في هذه الحالة، يمكنك اللجوء إلى ميناء صغير بعيد عن المصنع أو المستودع مكان وجود البضائع، والذي قد يحوي عدداً أكبر من وسائل النقل المتاحة.
رابعاً: اللوائح والإجراءات الجمركية
نظراً لاختلاف الإجراءات الجمركية من ميناء إلى آخر، حاول البحث عن الميناء الذي تكون عمليات التخليص الجمركي فيه سهلة بالنسبة للبضائع التي ترغب في استيرادها.
مثلاً في حال كنت ترغب في استيراد بعض الأدوات المنزلية، ننصحك بالابتعاد عن بعض موانئ أميركا مثل ميناءي لونج بيتش ولوس أنجلوس، حيث غالباً ما تكون الإجراءات الجمركية للأدوات المنزلية معقدة ومكلفة في تلك الموانئ.
اقرأ أيضًا: الاستيراد من الصين … سؤال وجواب
خامساً: القدرة الاستيعابية للميناء
يؤثر حجم الميناء وسعته على قدرته الاستيعابية من مستودعات ومخازن قادرة على احتواء كميات كبيرة من البضائع، وكذلك يؤثر على طاقاته الاستيعابية من سائقي الشاحنات ووسطاء الجمارك وغيرهم ما يسهل عليك عملية نقل البضائع وتحميلها في أسرع وقت.
وتشير الموانئ ذات الأحجام والمساحات الكبيرة إلى أعداد كبيرة من شركات النقل والسفن التي تتعامل معها لنقل الحاويات والبضائع، ما يعني المزيد من الخدمات والسرعة في تنفيذها.
سادساً: إدخال التكنولوجيا إلى إدارة العمليات في الميناء
إن الموانئ التي لا تتمكن من إدماج التكنولوجيا في عملياتها والتكيف معها لن تستطيع الاستمرار في منافسة الموانئ الأخرى، لأن التقنيات الجديدة تجعل الموانئ والسفن أكثر إنتاجية واستقلالية، وتسهم في توفير الطاقة.
وإن استخدام التكنولوجيا بالشكل الصحيح يساعد على تسهيل إدارة العمليات في الميناء وتحسين كفائتها، وتقليل الأخطاء البشرية، والتكاليف اللوجستية لأصحاب البضائع.
وبدأت عدة موانئ في إدخال التكنولوجيا إلى عملياتها، ما ساهم في زيادة كفاءة المنافذ والمحطات، ورفع القدرة على تتبع الشحنات بشكل أكثر دقة.
سابعاً: الظروف المناخية
إن الظروف المناخية الصعبة مثل الكوارث الطبيعية والأعاصير والعواصف الثلجية وغيرها، قد تؤثر على الموانئ وتسبب إغلاقها، كما أن حمولتك وبضائعك قد تتعرض لمخاطر وأضرار، فضلاً عن تأخير شحن البضاعة نظراً لعمليات الإغلاق.
بالطبع لا يمكننا منع حدوث مثل هذه الكوارث أو التنبؤ بوقت بدايتها أو انتهائها، وإنما كل ما يمكنك فعله هو تجنب الموانئ الموجودة في المناطق المعرضة لهذه الكوارث.
إذ تعد الظواهر الطبيعية مشكلة كبيرة تواجه عمليات الشحن البحري، وغالباً ما تكون منطقة الخليج والسواحل الشرقية معرضة لها بشكل خاص.
الآن، باتت عملية اعتماد ميناء محدد لنقل بضائعك أكثر سهولة، حاول فقط مراعاة الجوانب السابقة عند اتفاقك مع المورد حول اختيار ميناء المنشأ والوجهة.
استعد لكل ما هو غير متوقع من خلال مراجعة العوامل السابقة ودراستها بشكل تفصيلي، لتجنب المشكلات التي قد تتعرض لها شحنتك في الميناء، أو أثناء استخدام وسائل النقل إلى ميناء المنشأ ومن ميناء الوجهة.
وتذكر أن العوامل السابقة لا يمكنها حماية سلسلة التوريد من أي الاضطرابات المتعلقة بالظروف المناخية أو الحوادث، لكنها قد تساعدك على الاستعداد للتحديات التي قد تواجهك.