من أفضل الإيجابيات فى الوقت الحاضر كثرة المصانع فى الصين والهند وغيرهما وبالتالي كثرة الموردين، لكن هذه الإيجابية يمكن أن تكون أحد أسباب تعقيد الاستيراد من الصين او غيرها من الدول، خاصةً وأنك تسمع في كل يوم عن حوادث وقصص غش وخداع من الموردين، كما أنّ اختيار المورد الأنسب يعتبر عاملاً مفصلياً في نجاح تجارتك،
فكيف تختار بين هذا الكم الهائل من الموردين؟ وكيف تفاضل بينهم على أساسٍ منطقي موضوعي لتضمن لتجارتك الربح والنجاح؟ وما هي معايير اختيار الموردين عند الإستيراد؟.
فى البداية وقبل أي شيئ يتوجب عليك تصفية الموردين الذين لا تتمتع منتجاتهم بالجودة التي تريدها، ، فقبل تطبيق معايير اختيار الموردين، يجب توحيد جودة المنتج بالنسبة لجميع الموردين الذين ستختار الأفضل بينهم.
ما هي معايير إختيار الموردين؟
المعيار الأول: السعر الأفضل
بعد التأكد من مطابقة العينات للمواصفات التي طلبتها، والتأكد من أن جميع الموردين في القائمة يقدمون نفس الجودة والمواصفات؛ ابدأ بمقارنة الأسعار المقدمة من كل مورد، واختر السعر الأقل من بين هذه العروض.
تستطيع استخدم السعر الأقل كاستراتيجية عند التفاوض مع الموردين الآخرين، فربما تحصل على سعر أفضل من الذي حصلت عليه حتى الآن. مثلاً أن تخبر المورد: لقد حصلت على نفس المواصفات بسعر أقل. ما السبب؟ فتضغط عليه ليخفّض سعره أو على الأقل يشرح لك سبب هذا الانخفاض في السعر؛ الذي قد يكون سبباً لم تنتبه له يتعلق بشروط التعبئة و التغليف أو الشحن.
ولكن السعر ليس هو المعيار الرئيسي، فهناك عدة معايير إضافية مهمة يجب أن تضعها في عين الاعتبار قبل اختيار المورد الأفضل وهي كالآتي:
المعيار الثاني: خيارات الشحن الأفضل
قد يكون معيار الشحن أحد أهم معايير اختيار الموردين لدى البعض، فيبحثون عن الموردين الذين يقدمون خيارات الشحن الأفضل “الإنكوتيرمز”.
الخيارات التي يمكن أن يقدمها الموردون في عملية الشحن:
- تحمل نصف تكاليف الشحن.
- تحمل كامل مصاريف الشحن.
- تحمل تكاليف الشحن إلى الميناء.
- تحمل تكاليف التأمين على البضاعة.
وغيرها من العروض التي يمكن أن يقدمها، ويتم الاتفاق عليها ضمن العقد والتي قد تقلب الموازين وترجح كفة أحد الموردين على الآخر، فحتى لو كان سعر بيع أحدهم أقل من الآخر؛ فإن تحمله تكاليف الشحن أو شيئاً منها يمكن أن يجعله الخيار الأوفر لو حسبنا كل التكاليف.
تعرف أيضًا على أهم النصائح عند التفاوض مع الموردين.
المعيار الثالث: المعرفة بالسوق
من الممكن التعامل مع موردين لديهم خبرة في السوق المستهدف؛ نتيجة التعامل المسبق مع مستوردين من نفس بلدك، فمن شأن هذا الأمر أن يوفر عليك عناء البحث عن المعلومات التي قد تحتاجها مثل القوانين، واللوائح الجمركية، أو شروط التعبئة والتغليف.
تساعدك خبرة المورد في السوق على:
- معرفة الشهادات المطلوبة في بلدك.
- معرفة أكثر المنتجات مبيعاً في تلك السوق.
- معرفة قنوات بيع المنتجات.
لذلك فإن اختيار مورد خبير في السوق الذي تريد أن تستورد له، قد يساعدك في كثير من الأمور، وممكن أن يكون معياراً ضرورياً من معايير اختيار الموردين.
المعيار الرابع: خدمة العملاء الممتازة
بالطبع أنت لا تريد التعامل مع مورد يجيب على سؤالك بعد عدة أيام، أو لا يقدم لك معلومات دقيقة! أو لا يهتم بوجود سلع معيبة في بضاعته، أو يماطل في عملية استبدال السلع المعيبة ولا يلتزم بشروط الضمان.
خاصةً وأن رفع دعوة على مورد في بلد أجنبي يعتبر أمراً مضنياً يستغرق الكثير من الوقت والمال، وقد لا يجدي نفعاً لعدم إمكانية إثبات متى وأين وكيف تعرضت القطع للتلف، وأن تكلفة إعادة شحن البضائع إليه قد تتفوق على تكلفتها وهذا الوقت الضائع يعتبر خسارة للمال، لذا من المهم جدًاً التزام المورد بخدمات ما بعد البيع.
خدمة العملاء الجيدة هي إحدى أهم معايير اختيار الموردين؛ إذ تجد تفاعلاً من قبل المورد وترحيباُ بكل تساؤلاتك، يمكنك استنباط تمتع المورد بخدمة ما بعد البيع قبل التعاقد معه من مجموعة من النقاط وهي:
- ترحيب جيد بك عند التواصل الأول.
- السرعة في الرد على تساؤلاتك.
- الإجابة الدقيقة عند الرد على الأسئلة.
- تقديم المساعدة في كل ما تريد معرفته عن السوق.
بالتالي ستشعر بالارتياح في التعامل مع المورد، وتستطيع إنشاء علاقة تجارية طويلة الأمد معه.
المعيار الخامس: شروط وطريقة الدفع
أولاً: طريقة الدفع
إن مرحلة الدفع مرحلة حساسة، نظراً لأنك ستقوم بدفع ميزانتيك وضخ أموالك في سبيل المشروع.
من أجل إبعاد مخاطر الاحتيال عند تحويلك للأموال؛ أعطِ الأولوية للموردين الذين يمتلكون طرق دفع آمنةً؛ مثل الدفع على موقع Alibaba أو paypal؛ حيث تستطيع استرداد أموالك في هاتين الطريقتين إذا حدثت مشكلة ما، وتجنب الموردين الذي يقومون بإقناعك بالدفع عبر طرق غير آمنة.
ثانياً: شروط الدفع
معيار آخر مهم من معايير اختيار الموردين؛ إذ يتوجب عليك إعطاء الأولوية للموردين الذين يقومون بوضع شروط أفضل وأكثر أماناً للدفع من ناحية العربون أو سداد باقي المبلغ.
مثلاً: لنفرض أنك لديك موردين اثنين “A” و “B”
المورد “A” حدد شروط الدفع: 30% عربون – 20% أثناء الإنتاج – 50% بعد التأكد من البضاعة.
المورد “B” حدد شروط الدفع: 40% عربون – 30% أثناء الإنتاج – 30% بعد التأكد من البضاعة.
فستعطي الأولوية للمورد “A”، لأنه قدم عرضاً أفضل.
وابتعد عندما يصر المورد على دفع كامل المبلغ أو معظمه قبل الإنتاج فهذا ليس بمؤشر جيد أبداً.
المعيار السادس: خدمات إضافية يقدمها المورد
يقوم بعض الموردين بتقديم خدمات إضافية لك، كنوع من الخدمات المكملة لخدمة الانتاج، و يمتازون عن غيرهم من الموردين في تقديم تلك الخدمات مثل:
- إخراج الشهادات المطلوبة في بلدك.
- استرجاع المنتج الذي يحوي عيباً ما، أو استبداله.
- تقديم خدمة الصيانة للمنتجات التي تحتاج صيانة دورية.
- التدريب على المنتج إذا كان يحتاج ذلك.
- إرسال العينات بشكل مجاني، وغيرها من الخدمات المكملة.
بالتالي فإن هذه الخدمات لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار؛ كمعيار هام أيضاً من معايير اختيار الموردين، ويجب إعطاؤهم الأولوية في التعامل.
ما هو أهم معيار من معايير اختيار الموردين وكيف تختار الأفضل؟
السؤال الذي يدور في ذهنك الآن هو: ما هي أهم تلك المعايير، وكيف أرتبها؟
في الحقيقة لا يوجد ترتيب موحّد لتلك المعايير، فأولوية معايير اختيار الموردين تختلف من شخص لآخر حسب الإمكانيات والظروف المحيطة؛ فلو كانت ميزانيتك متواضعة من المؤكد أن عامل السعر سيلعب دوراً أكبر من عامل الخدمات الإضافية، أما لو كنت تبحث عن التميّز بين المنافسين؛ فعامل الجودة سيتفوق على غيره حتى السعر.
لكن على العموم يجب النظر في جميع المعايير التي وضعناها، ويمكنك منح كل منها نسبة ما من كامل التقييم، فتمنح السعر مثلًا 20% من علامة المقارنة الكلية بينما تمنح الخدمات الاخرى 5 % وهكذا.. لتحسب في النهاية العلامة الكلية الممنوحة لكل مورد، وتختار على أساسها بأسلوب علمي سيساعدك على اختيار المورد الأفضل.
تستطيع إنشاء مثل هذه القائمة، وإعطاء المورد تقييماً من 5 لكل معيار، ثم ترى ما هو المجموع الذي حصل عليه كل مورد.
الخلاصة
لا بد من النظر في جميع المعايير عند اختيارك للمورد الذي ستتعامل معه؛ فلا يمكنك الاعتماد على معيار واحد فقط وإهمال البقية، فكل المعايير التي ذكرناها ترتبط ببعضها البعض، لتشكل صورةً للمورد الأمثل الذي تستطيع بناء علاقة تجارية طويلة الأمد معه.
بالتوفيق لك…